البوابة السرية إلى عالم الغيوم

البوابة السرية إلى عالم الغيوم في قرية صغيرة تحيط بها جبال "الضباب الأبدي"، كانت هناك أسطورة قديمة تتناقلها الأجيال. حكاية عن بوابة ذهبية مخفية في قمة ال…

ألف حكاية و قصة | belstories
المؤلف ألف حكاية و قصة | belstories
تاريخ النشر
آخر تحديث

البوابة السرية إلى عالم الغيوم


في قرية صغيرة تحيط بها جبال "الضباب الأبدي"، كانت هناك أسطورة قديمة تتناقلها الأجيال. حكاية عن بوابة ذهبية مخفية في قمة الجبل، تفتح الطريق إلى عالم ساحر يعيش فوق الغيوم. لم يصدق أحد في القرية هذه الأسطورة، إلا ميرا.

كانت ميرا فتاة مفعمة بالحيوية، شغوفة بالاكتشاف، وفضولها لا يعرف حدودًا. تقضي معظم وقتها بين كتب الأساطير ورحلات صغيرة حول قريتها، رغم التحذيرات الدائمة من جدتها:
"يا ميرا، لا تعبثي بالأشياء التي لا يجب أن تكتشفيها. بعض الحكايات خطيرة."

البوابة السرية إلى عالم الغيوم
البوابة السرية الى عالم الغيوم

لكن ميرا كانت ترى في كلمات جدتها تشويقًا أكثر مما ترى فيها تحذيرًا.

اليوم الذي تغير كل شيء


كانت السماء ملبدة بالضباب في ذلك الصباح. قررت ميرا تسلق الجبل لجمع الأعشاب النادرة التي تنمو فقط في قمته. ارتدت عباءتها الخفيفة، وأخذت حقيبتها الجلدية الصغيرة وانطلقت. الهواء كان باردًا، وكلما صعدت أكثر، ازداد الضباب كثافة.

بينما كانت تتفحص الصخور باحثة عن الأعشاب، لفت انتباهها حجر صغير يلمع وسط الظلال. اقتربت منه ببطء، ثم انحنت لتلتقطه. الحجر كان دافئًا بين يديها، رغم البرد. نقوش ذهبية غريبة غطت سطحه، وكأنها تتوهج بوميض خافت.

"ما هذا؟" تمتمت ميرا بدهشة.

ما إن لامست أصابعها النقوش حتى بدأت الأرض تهتز قليلاً، وكأن الجبل نفسه يستجيب لوجودها. فجأة، ظهرت أمامها بوابة ضخمة، مصنوعة من الذهب، ومرصعة بأحجار تشع نورًا غامضًا.

تراجعت خطوة إلى الوراء، قلبها يخفق بشدة. لم تكن تعرف ماذا تفعل، لكن الفضول كان أقوى من الخوف. تقدمت ببطء، مدت يدها نحو البوابة، ودون أن تدرك كيف، وجدت نفسها تُسحب إلى الداخل.

مدينة بين الغيوم


عندما فتحت عينيها، وجدت نفسها في مكان لم تره حتى في أحلامها. كانت السماء فوقها تمتد بلا نهاية، بلون أرجواني مائل إلى الأزرق. تحت قدميها، سحابة صلبة بدت وكأنها أرضية مضيئة. المباني من حولها كانت مصنوعة من غيوم متماسكة، تتلألأ وكأنها مرصعة بالنجوم.

"مرحبًا!" جاء صوت عميق من خلفها.

التفتت بسرعة، لتجد أمامها رجلاً طويل القامة، جناحاه شفافان كأجنحة اليعسوب. كان وجهه وديعًا، وابتسامته مشرقة.

"أهلاً بكِ في نيفيريا، مدينة الغيوم!" قال بحماس.

شعرت ميرا بالذهول. "أين أنا؟ وكيف وصلت إلى هنا؟"

الرجل ضحك بلطف وأجاب: "لقد عبرت البوابة السرية. نادراً ما ينجح البشر في ذلك، لكن يبدو أنكِ مختلفة."

لم تفهم ميرا ما يعنيه، لكنها لم تستطع منع نفسها من الشعور بالدهشة.

الأزمة التي تهدد المدينة


بينما كانت ميرا تستكشف المدينة، بدأ الحارس، الذي عرفت لاحقًا أن اسمه "أوريوس"، يشرح لها كل شيء. أخبرها أن مدينة الغيوم تعيش بسلام منذ قرون، لكنها الآن تواجه خطرًا كبيرًا. كائنات تُعرف باسم "الظلال الداكنة" بدأت تهاجم المدينة، تهدد بتدمير توازن الطاقة وسرقة قوة السحب.

"ما علاقتي أنا بهذا؟" سألت ميرا، مترددة.

نظر إليها أوريوس بجدية وقال: "لأنكِ الوحيدة التي تستطيعين استخدام سيف النور السحابي. نحن بحاجة إلى مساعدتكِ."

كانت ميرا مذهولة. هي، فتاة بسيطة من قرية صغيرة، تصبح الآن جزءًا من حرب في عالم لا تفهمه؟

رحلة البحث عن السيف


أُخبرت ميرا أن السيف موجود في كهف "النور الأبدي"، مكان مخفي مليء بالألغاز والمخاطر. وافقت على الذهاب، لكن أوريوس قرر أن يرافقها مع فريق صغير من سكان نيفيريا.

كان الفريق يضم "لوميا"، فتاة شجاعة لديها القدرة على التحدث مع الغيوم، و"كايل"، شاب سريع الطيران، و"فلو"، مخلوق صغير يشبه كرة من السحاب وله معرفة كبيرة بأسرار المدينة.

انطلقوا في رحلتهم، يواجهون تحديات لا تنتهي. عبروا نهر العواصف، حيث كانت المياه تتشكل من غيوم عاصفة تدفع كل من يقترب منها. ثم واجهوا الأعاصير الحية، التي كانت تهاجمهم وكأنها كائنات لها إرادة.

في كل مرة كانت ميرا تشعر بالخوف، لكنها كانت تجد شجاعة لم تعرف أنها تملكها.

الكهف وسيف النور


عندما وصلوا إلى الكهف، وجدوا أنفسهم أمام باب ضخم مغلق. نقش عليه سؤال غامض:
"ما هو النور الذي لا يُرى، لكنه يرشد الجميع؟"

فكرت ميرا قليلاً، ثم قالت: "الأمل".

بمجرد أن قالت الكلمة، فتح الباب، وكأن الكهف نفسه وافق على إجابتهم.

داخل الكهف، كان السيف مغروسًا في قاعدة من السحب المتجمدة. عندما اقتربت ميرا منه، شعرت بطاقة غريبة تنتشر في جسدها. أمسكته بكلتا يديها، وسحبت السيف بسهولة، وكأنه كان ينتظرها.

المعركة الكبرى


عادت ميرا مع فريقها إلى نيفيريا لتجد المدينة تحت هجوم الظلال الداكنة. كانت الكائنات الشريرة تغمر السماء وتحاول تدمير الغيوم التي تحمل المدينة.

بقيادة السيف السحري، وقفت ميرا في مواجهة زعيم الظلال. كان كيانًا ضخمًا يشبه دوامة سوداء، يتحدث بصوت مرعب.

"أنتِ تظنين أن بإمكانك إيقافي؟" قال بصوت ساخر.

لكن ميرا لم تتراجع. رفعت السيف عاليًا، وانطلق منه شعاع قوي من النور، مزق الظلال وأعاد التوازن للمدينة.

النهاية: العودة إلى القرية


بعد انتهاء المعركة، شكر سكان نيفيريا ميرا على شجاعتها. قدموا لها هدية خاصة: حجر صغير يمكنها من فتح البوابة والعودة متى أرادت.

عادت ميرا إلى قريتها، لكن قلبها كان ممتلئًا بحكايات المغامرة. احتفظت بالحجر كذكرى، لكنها كانت تعلم أن رحلتها لم تنتهِ.

بينما كانت تنظر إلى الجبل في الأفق، همست: "سأعود يومًا ما."

النهاية...

تعليقات

عدد التعليقات : 1