السيرة النبوية الشريفة : البداية الإبراهيمية
قصتنا اليوم بعنوان البداية الابراهيمية يعني أي شخص يريد البدأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لابد عليه ان يبدأ من نبي الله إبراهيم فهو بداية السيرة الحقيقة لما قال ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم .
![]() |
السيرة النبوية الشريفة |
النبي صلى الله عليه قال انا دعوة ابي إبراهيم بشارة عيسى وهذه الدعوة المباركة دعيت بعد بناء المسجد الحرام فكان لبداية السيرة النبوية شقين شق ابراهيمي الذي فيه كيفية بناء الكعبة وشق فيه قصة سيدنا إسماعيل مع العرب.
قصة سيدنا إبراهيم اغلبكم يعرفها وفيها سيدنا إبراهيم كسر الاصنام و قرر قومه حرقه وكانت النجاة ان قال الله عز وجل للنار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين ونجيناه ولوطا الى الأرض التي باركنا فيها للعالمين.
بعدها قال الله عز وجل وهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة كلا جعلنا صالحين.
والذي معلوم ان إبراهيم عليه السلام دخل للنار وكانت عليه بردا وسلاما مجرد انها أحرقت الحبل الذي كان مربوط بيه وخرج إبراهيم من النار فعلا امام قومه والعجيب في الامر انهم لم يتأثروا وحتى واحد منهم لم يدخل للتوحيد.
وهنا يتبين لنا من الامر ان الدين والثبات عليه هو بعد هداية الله طبعا هو مسألة إرادة الذي يحب الحق الله يهديه بأبسط الأمور والذي لا يحب الحق لن يهتدي ابدا لقوله تعالى وان يروا كل آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا وتبعوا اهوائهم.
يعني لن تغني المعجزات والآيات قوم اعرضوا عن الحق حتى ويشهدوا 100 آية وآية حتى ان قوم ثمود يوم ارسل لهم الله عز وجل الناقة وهم أصلا من طلبوها , ولم يؤمنوا والمشركين يوم طلبوا رؤية انشقاق القمر مع ذلك اعرضوا عن دين الحق .
سيدنا إبراهيم عندما نظر لهذا الوضع قرر ان يترك قومه وقال اني ذاهب الى رب سيهدين وقال ربي هب لي من الصالحين وانتقل إلى فلسطين وكانت هي مركز الدعوة وكان ينتقل للمناطق المجاورة ليدعو الناس للتوحيد وكانت من بين هذه المناطق مصر وكانت معه زوجته السيدة سارة.
وكان الاثنين سنهم كبير وتوجد قصة مشهورة مذكور فيها ان سارة كانت جميلة جدا وكان في مصر ملك جبار اذا اعجبته مرأة يقتل رجلها ويأخذها غصبا لنفسه والذي حدث هذا الملك عندما عرف بسارة ووجودها في مصر ارسل جنوده لكي يحضروها ويقتلوا إبراهيم عليه السلام وعندما سألو إبراهيم عليه السلام قال لهم هي اختي وهذه واحدة من الكذبات الثلاث اللي وردت في حديث الشفاعة المشهور حين قالوا اشفع لنا عند ربك فيقول كذبت ثلاث كذبات اذهبوا الى غيري والحقيقة ان الثلاث كذبات هم كذبات كلهم من محاسن الاعمال وهذه الكذبات هي:
• الأولى يوم كسر الاصنام وسألوه قومه من كسرهم قال اسألوا كبيرهم
• الثانية لما كان العيد في مدينته وقال له قومه هيا تخرج معانا (قبل ان يكسر الاصنام و كان مخطط انه في اليوم هذا يكسرها) قال اني سقيم بمعنى مريض لا اقوى على الخروج وكلها كان المراد بها إقامة الحجة على قومه
• الثالثة تكاد ان تكون واجب لكي ينقذ نفسه من القتل وهي تقديم المفسدة الأقل على المفسدة الأكبر جزء من الشريعة فقال هي اختي وكانت اخته فعلا في الإسلام و الدين عند الله الإسلام من يوم نزل سيدنا ادم للأرض الإسلام هو التوحيد بالله عز وجل اما بالنسبة لليهودية والمسيحية فهن شرائع.
واخذوا السيدة سارة وما كان الا ان دعى سيدنا إبراهيم الله سبحانه وتعالى و في سيرة سيدنا إبراهيم لو تعمقتم فيها ستجدون ان عنده قوة ارتباط بالله عز وجل و ثقة عجيبة في قدرة الله عز وجل.
وسارة كانت واحدة من أولياء الله الصالحين وكان عندها كرامات لأنه عندما حاول الملك ان يعتدي عليها لم يستطع ودعت عليه فكان كل ما يقرب لها يصيبه صداع عجيب يسقطه يتلوى في الأرض حاول مرة واثنان وعرف ان سارة مختلفة تماما عن اي امرأة ظلمها ومن شدة انبهاره بها اطلق سراحها واهداها هاجر كنوع من الاعتذار فالظاهر يتبين ان هاجر عليها السلام أمة ( بمعنى جارية ولا عبدة) الا انها فالحقيقة كانت ابنة ملك من الملوك لكن اسرت في معركة بين اباها وملك مصر فكانت امرأة شريفة ابنة ملوك وصارت امة بسبب الحرب وانتقلت من ملك الملك المصري لملك سارة ثم اهدتها السيدة سارة لسيدنا إبراهيم والراجح ان الامر فيه خلاف بين اهل العلم اعتقها وصارت زوجته او كانت ملك يمين بالنسبة لإبراهيم الأهم انو كانت امرأة كريمة شريفة ابنة ملوك ويكفي انها ارتبطت بنبي الله وخليله بأي شكل من الاشكال.
بالمناسبة سيدنا إبراهيم عنده علاقة عجيبة بالدعاء و بالتسليم لله عز وجل والدليل انو رزق بإسماعيل وهو فوق الثمانين ورزق بإسحاق وهو فوق التسعين سنة وسارة طبعا كانت عجزت و قالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك في معنى الآية انه هو الحكيم العليم سبحان الله أتعجبين من امر الله فهي أيضا يائسة تماما من الانجاب ولكن الله الحكمة في كل امر في حياتنا ولهذا دائما نقول للأخوة عندما تطلب من الله عز وجل اطلبوا بطمع نعم بطمع سبحان الله وقفت امام باب من بيده ملكوت السماوات والأرض والانس والجن وهو الذي يرزق النملة التي هي مخلوق صغير في جحر تحت الأرض اتظن انه يردك ولا ينساك.
المهم سيدنا إبراهيم رزق من هاجر بإسماعيل وفي هذه الفترة كانا يعيشين في الشام هاجر وسارة وإبراهيم وإسماعيل.
والامر وما فيه حدثت قصة قيل ان السيدة سارة سبحان الله المرأة مهما تكون منزلتها زوجة نبي او زوجة رجل عادي تتحكم فيها الفطرة التي خلقت بيها الا وهي الغيرة سارة غارت من هاجر لأنها ولدت وانها تزوجت بإبراهيم.
والمفروض انه يفرح لان سارة أهدت هاجر لإبراهيم لماذا غارت منها لكن سبحان الله المرأة طبعها هكذا حتى انه في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نقف على امر قيل انو في مرة من المرات كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت السيدة عائشة وكان عندوا جماعة من الصحابة او واحدة من زوجات النبي قيل انها ام سلمة وقيل انها زينب بنت جحش أرسلت قصعة اكل لبيت ضرتها لكي النبي صلى الله عليه وسلم يكرم بيها أصحابه و السيدة عائشة غارت ظننا منها ان ضرتها لا تعرف الطبخ فضربت يد الخادم الذي احضر القصعة وسقطت وتكسرت لنصفين فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول غارت أمكم سبحان وكما نعرف ان النبي كان يصرح ان عائشة هي احب وحدة لقلبه ثم من قال ابوها ومع هذا غارت.
وقيل ان النبي صلى الله عليه وسلم لم الاكل الواقع في الأرض من القصعة المكسورة وعندما اكلوا واكملوا ارسل القصعة الصحيحة لبيت الزوجة التي أرسلتها وترك المكسورة في بيت عائشة.
ولا ننكر ان شوق المرأة للولد شيء رهيب ان تكوني انتي لا تملكين ولد وضرتك عندها حتى ويكون امر الله وقدره، وعندما غارت سارة فكان من رحمة الله بها ومن جبر الخواطر ان انتقل سيدنا إبراهيم بهاجر وإسماعيل الى ارض الحجاز التي هي مكة وما حولها وكان هذا بأمر من الله سبحانه وتعالى وهاجر أصلا خلال الرحلة في بالها انها رحلت بسبب مراعاة غيرة سارة يعني لم تكن متوقعة الاتي لكن فجأة عندما وصلت وجدت نفسها فالصحراء اين البيت؟ الرمل محاط بها من كل جانب وفجأة إبراهيم عليه الصلاة تركها وذهب.
تخيلوا الموقف مرأة تحمل رضيع ورجلها يتركها في وسط صحراء وبدون لا ينطق كلمة يذهب ويخليها وكان هذا امر من الله عز وجل وكان هذا لمحة من كمال تسليم خليل الله لله عز وجل وكان إبراهيم عليه السلام ينفذ فقط وبكل ثقة حتى ان في معنى الآية يقول الله عز وجل وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فاتمهن.
سيدنا إبراهيم في مسألة تسليمه ما عنده 99.9% عنده كل شيء 100% مثلا نوح عليه السلام لمح بسؤال لما قال ربي ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين فكان هذا مجرد تلميح كان يريد ان يقول انه ابني يارب لكن لا اعتراض على حكمك وكأنه سأل الله عز وجل عن الحكمة فقط من الامر وفي الحقيقة عوتب من الله عز وجل قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم اني اعذك ان تكون من الجاهلين.
نوح قال ربي اني اعوذ بك ان اسألك ما ليس لي به علم وهذه قاعدة عند اهل العلم يقولوا ان الجهل هو عدم العلم بالحكمة لا يعني عدم الحكمة هي استطيع ان أكون اعرف تلك المعلومة ولكن الحكمة التي وراء هذه المعلومة اجهلها هذا هو الجهل حتى ان الملائكة يوم الله عز وجل خلق ادم واراد ان ينزله للأرض قالوا تجعل فيها من يفسد فيها قال اني اعلم مالا تعلمون.
لكي لانفتح الباب لكل واحد ان يتوقف عن تنفيذ امر الله حتى يصل للحكمة لان عقلنا البشري لا يستوعب الحكمة وراء كل شيء امرنا به الله سبحانه وتعالى فحن مخلوقات عندنا محدودية سواء في:
- العقل
- الفهم
- البصر وسمع
محدودين في كل شيء وبالتالي انت ولا انا لا يمكننا مجارات الله عز وجل في حكمته وبالتالي لا يكون من المنطق اننا نعلق تنفيذ امر الله على المعرفة ماهي الحكمة من الامر.
هاجر بدأت تتحرك في وسط وادي وكامل المناطق المحيطة بيها عالية فكانت تريد النظر اذا كان هنالك احد قادم او ذاهب وتصعد مرة فوق الصفا مرة فوق المروة في سبع أشواط مشهورة وكان هذا سبب السعي الذي هو اليوم نسك واصبح فرض من فروض الحج.
وكانت من شدة خوفها على ابنها تجري في المنطقة التي في وسط الصفا والمروة في كل مرة من تلك السبع أشواط لا تستغربوا عندما تعرفون ان الصفا والمروة كانا جبلين اكيد الان بعد البناء وتعديلات الحرم تغيرت طبيعة المنظر بعد ما كانت ارض صخرية فكان الامر مؤلم ولم يكن لا مكيف لا سقف لا رواحة كما هو اليوم.
فكانت تصعد و تنزل بين جبلين في ارض سخرية صعبة في اشعة شمس مكة الحارقة وهي امرأة وجائعة وخائفة على ابنها مدة سبع أشواط.
والذي حدث بعد سعيها بدأت تسمع في صوت فقالت اغثنا ان كنت مغيثا ثم فجأة بدا لها من ناحية إسماعيل وجه رجل وكان اكيد جبريل عليه السلام طبعا اتى في صفة رجل وليس في صفته الملائكية نظرت ليه وهو ضرب بقدمه او قيل بجناحه عند قدمي إسماعيل عليه السلام فانفجرت زمزم.
زمزم عينا معينا ومن شدة لهفتها للماء وكانت عطشانة جدا اسرعت ناحية الماء وقامت وتحوط عليها بالتراب لكي يتجمع الماء وتقول زم زم كلمة زم زم قيل انها نوع من الإحاطة ومن ذاك اليوم اصبح اسمها زمزم والنبي صلى الله عليه وسلم قال لو تركتها لطارت عينا معينا بمعنى كانت لتصبح نهر لكن هي جعلتها حفرة صغيرة ليتجمع الماء فاقتصرت انها تكون عين وطبعا هي لا تنضب ولا تنتهي بأمر الله سبحانه وتعالى.
المهم الموقف الذي حدث مع السيدة هاجر نستنتج منه بإذن الله أمرين مهمين :
-تسليم إبراهيم عليه السلام
- عاقبة تسليم إبراهيم انه دائما الله عز وجل يرضيه وكل تسليمات إبراهيم انتهت بعاقبة حسنة
- تسليم في النار انتهى بالموقف المشهور وهو يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم
- تسليمه في الموقف الذي وضع فيه هاجر وإسماعيل في الصحراء ترتب عليه مكة والكعبة وكل خير لجزيرة العرب
- تسليمه في ذبح ولده إسماعيل وسنصل للموقف هذا ترتب عليه بناء الكعبة واضحية العيد
فكان كل مرة يسلم إبراهيم لله كان يجبر خاطره ويجعل عاقبة خير له ويترتب على التسليم هذا خيرات وتأكدوا ان كل احد منكم يتردد في التسليم بأمر الله سيكون بداية مشاكل وعدم الرضا.
أحيانا نحن نتكلم مع الله عز وجل بلهجة وقحة لماذا يارب انا لماذا يارب ابتليتني وكما ذكر مسبقا ان سيدنا نوح لمح فقط بسؤال عوتب وهو نبي.
من السيدة هاجر بعد التسليم والعاقبة تعلمنا ايضا:
- حتمية اننا نفعل بالأسباب طالما هناك أسباب متاحة بنسبة لنا وان التوكل يستلزم الاخذ بالأسباب المتاحة
و التوكل بالله عز وجل لا يتعارض ابدا مع الاخذ بالأسباب وهي قالت لا يضيعنا لو قالت لا يضيعنا وماتحركت وما سعات بين الصفا والمروة ماذا كان سيحدث ؟
فالسعي كان لان الأمور مرتبطة , ولكن الذي يتعارض مع التوكل على الله هو الاعتماد على الأسباب هو الذي يقدح فالتوكل او في التوحيد عموما
متى نعرف , حين الأسباب لا تأتي نتيجة ولا الأسباب تنعدم سيتبين اذا كنت متوكلا
مثلا في قضية النبي صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة اخذ بعدد من الأسباب
منها انو نيم علي بن ابي طالب في مكانه وخزن فالغار وكان ابن ابوبكر يأخذ الغنم و يرعى بهم وراء النبي وابيه لكي تمسح اثار اقدامهم , وأسماء تتخفى وتأخذ لهم الاكل لكن كل هذا لم يأتي بنتيجة والمشركين وقفوا عند راسه في الغار لولا ان الله عز وجل ستره من اعينهم وقال لصاحبه لا تحزن ان الله معنا وهذا سبب من الأسباب.
المسألة الثانية التي نتعلمها من السيدة هاجر ان الاخذ بالأسباب له نتيجة وانما لا يلزم ان تكون النتيجة في نفس مكان الأسباب وهذه قاعدة جميلة لو فهمتها سترتاح في حياتك كاملة.
نرجع للسيدة هاجر طالما اصبح هناك ماء معناه هناك حياة وطبعا في الوقت هذا كانت قبائل من اليمن تهاجر قيل لعدة أسباب :
- أسباب اقتصادية كان هناك استعمار فاليمن واثر على التجارة فهاجروا للحجاز
- قيل سيل عارم يعني فيضانات ضربت سبأ ودمرت الثمار والزرع فأضطر الناس للهجرة
المهم كانت هذه القبائل تهاجر ناحية جزيرة العرب واليمن ايضا عرب الا انهم عرب صرف يعني الذي هو اصل العربي هي ارض اليمن فكانت القبيلة اول شيء تبحث عنه قبل ان تستقر في مكان هو الماء وعند خروج ماء زمزم اصبحت الطيور تحوم في المكان فالقبائل المهاجرة تعرف ان في ذلك المكان ماء برؤيتها الطيور فكانت قبيلة اسمها جُرهم (الثانية وسيتم ذكر لماذا الثانية) رأت الطيور فجاءت للمكان الذي فيه السيدة هاجر وابنها.
لكن حدث امر هو ان العرب مهما تغير عليهم الزمن ومهما كانت الظروف عندهم اخلاق متأصلة فيهم مثل الكرم المروءة الشجاعة وموقف جرهم في تلك اللحظة لا يعرفه العالم الان قبيلة جرهم استأذنت السيدة هاجر فالماء.
تخيلوا الموقف فقط امرأة وحدها بجنب عين ماء لا تنضب ومعها رضيع اي ان الماء ملك لها فاستأذنوها ليأخذوا منه
قالو لها هل تقبلين ان نشاركك في الماء قيل انها قالت لا يعني ابت لكن قالت لهم تسكنو فيها تنتفعون منها وليست لكم , هذه العين ملكي انا هاجر وهوم طبعا قبلوا فكان حوار راقي جدا وكانوا قادرين على ضربها او ان يقتلوها ويدفنوها حية في الصحراء وهذه إجابة للناس التي تقول لماذا نبي اخر الزمن بعث عند العرب لأنه صلى الله عليه وسلم بعث في احفاد جرهم ولان نبي كريم كما هو لا بد ان يكون مبعوث في كرام مثلهم والكرم صفة العرب يعني برغم كفرهم كانوا معدن نظيف يحتاج الصقل.
واخلاق العرب كانت معدن اصيل نقي لهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال وبعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
وسط هذه الناس كبر إسماعيل عليه السلام وطبعا نبي الله إسماعيل اول ما استفتح نطق بالعربية وهاجر لم تكن عربية وحتى إبراهيم عليه السلام لم يتكلم بالعربية لكن إسماعيل نشأ وسط العرب فكان متقن جدا للغة العربية كالعرب تماما وحتى في مهارات العرب قيل انه كان من امهر الرماة وكان صياد ماهر.
النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى أبنائه لم يلعبو لعبة كالرماية قال ارموا بنوا اسلم فإن اباكم كان راميا يقصد إسماعيل عليه السلام وبنوا اسلم قبيلة تنسب الى إسماعيل
و خلال الفترة التي كان إسماعيل وهاجر عائشين مع جرهم كان إبراهيم يتردد عليهم ويزورهم من حين لآخر ويطمئن عليهم ويرجع لعند سارة في الشام ومازالت سارة لم تنجب بعد وقيل انه زارهم اربع زيارات
الزيارة الأولى هي الصعبة وهي التي امر فيها بذبح إسماعيل يعني نفس الولد الذي تركه في الصحراء منذ حوالي 12 او 13 سنة ولم يرزقه الله بعد بإسحاق يعني هذا الاختبار ثاني والابتلاء الأصعب له في ابنو الأكبر فلما بلغ معه السعي ( اصبح مسؤول) بمعنى اب عنده حوالي 90 سنة وكان حلم حياتو ان يكون عنده ولد واصلا قيل انو الأنبياء فكرة الولد بالنسبة لهم ليست مجرد انه ولد وانما هذا سيكون خليفتي فالدعوة لأجل هذا نبي الله زكريا قال يرثني ويرث من ال يعقوب الأنبياء كانوا اغلبهم فقراء ماذا سيورثون أولادهم من غير العلم والدعوة لله ولهذا نفس الامر الذي النبي صلى الله عليه وسلم توفا أولاده لأجله فهو كان خاتم الأنبياء ولو بقي أبنائه الذكور لكان الناس جعلوا نشر الدعوة حكرا عليهم وكأن الدين وراثة.
والله عز وجل وصف بلاء سيدنا إبراهيم فقال ان هذا لهو البلاء المبين قيل ان قلب سيدنا إبراهيم تعلق بإسماعيل جدا وإبراهيم لقب بخليل الله وقيل ان الله عز وجل حاشاه لكن فالمعنى انه غار على قلب إبراهيم لأنه تعلق بشيء اخر من غيره لأجل هذا دائما عندما نتعلق بشيء ونحبه الله يبتلينا فيه ليس ظلم حشاه وانما لنتفطن ان القلب هذا خلق ليتعلق بالله وحده.
سيدنا إبراهيم قال لإسماعيل اني أرى في المنام اني اذبحك وهو عندما ذهب لإسماعيل ذهب لينفذ وكما قلنا إبراهيم ينفذ امر الله دون تردد مهما كان الامر وعندما اخبر إسماعيل من باب المشاركة في الاجر انا سأذبحك سواء قبلت ام رفضت لكن قل كلمة طيبة تؤجر عليها كان يريد إسماعيل ينجح في الاختبار الذي اختبرهم الله عز وجل فيه .
الله عز وجل عندما يبتلينا يريد ان يرى منا امرا سواء الرضى بأمره وهنا يجبر بخاطرنا ويعوضنا خير، ام السخط على امر الله وعدم الرضى وهنا تكون عاقبتنا خسران الدنيا والآخرة.
بعدها يأتي المشهد فأسلما وتله للجبين
اسلم بمعنى قال اشهد ان لا اله الا الله بمعنى استسلم لأمر الله تعالى وهذا هو فالحقيقة محور الاختبار تأكدوا انها ستحل فقط عندما اسلمو امركم لله بكل رضى و انت مشكلتك ليست في البلاء وانما فالتجاوب الخطأ مع البلاء ما دامك لم تفهم رسالة الله اليك فالكرب يشتد والمدة تطول قال تعالى فلولا اذ جاءهم بئسنا تضرعوا وقال أيضا لو ان القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء.
حتى اصحاب الجنة فهموا وقالو لولا تسبحون قال سبحان ربنا انا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون قال ومالنا ان نكون طاغين
يعني هم فهموا انه سيجبر الكسر والشدة تزول اذا عدلنا انفسنا واحسنا النية لاجل هذا دائما في ابتلاء الله عز وجل الله عز وجل يبتليك به لا يكون البلاء غير مقصود لذاته وانما البلاء مقصود منو شيء يراه الله منك صبر، شكر، رضى، واذا لم تتفاعل مع البلاء بهذه الفكرة البلاء سيطول.
فلما اسلم وتله للجبين يعني من كثر ما كان الامر صعب عليه لكنه يلزمه التنفيذ وضع رأسه على الارض يعني انزل وجهه على الارض لكي عندما يذبح لا يرى وجه ابنه ويتأثر وبدا فعلا يحرك فالسكين على رقبته لكنه لم يذبح كما هو معلوم وهنا خلاص البلاء ناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤية انا كذلك نجزي المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الاخرين سلام على ابراهيم كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا المؤمنين.
وهنا جات بشارة الله والرضا قال وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين سبحان الله يعني بعد ما نجح ابراهيم فالبلاء هذا حملت سارة وكانت هذه مكافأة وانتقل من ذبح ولده الوحيد الى ان يكون عنده ولدين احدهما جاء منه النبي صلى الله عليه وسلم والثاني جاء منه جميع الانبياء وابراهيم لقب بأب الانبياء ولد نبيين وكل انبياء الدنيا من نسل ولديه وكل هذا كان جزاء.
كان نتيجة انه اسلم جبينه للجبين
فكانت هذه الدروس التي يلزم نتعلمها من السيرة وانتم تقرؤونها ليس مهم انكم تقرؤ لكن المهم تفهموا وتطبقوا هذا كان بالنسبة للزيارة الاولى وهي الاصعب.
بعد وقوع حادثة الذبح مع سيدنا اسماعيل وفداه الله بذبح عظيم رجع ابراهيم للشام وولدت سارة ورزقت باسحاق والغيرة التي تكلمنا عليها اختفت وهدأت النفوس ومرت السنين وفي هذه الفترة السيدة هاجر ماتت قيل والله اعلم انها ماتت قبل ان يتزوج ابنها اسماعيل.
بعدها اسماعيل تزوج من قبيلة جرهم وقيل انها لم تكن انسانة طيبة وهنا كانت زيارة ابراهيم الثانية وقيل ان اسماعيل لم يكن موجود كان في رحلة صيد هنا ابراهيم عندما طرق الباب ( زوجة اسماعيل لم ترى ابراهيم من قبل ) قالت له اسماعيل ليس هنا وسألها عن حالها قالت اننا في ضيق وشر وشكت له شكوى كبيرة حس ابراهيم انها ليست جيدة ( في اخلاقها) قال لها ابراهيم عندما يرجع اسماعيل قولي له غير عتبة بابك.
عند رجوع اسماعيل قالت رجل كبير زارنا وبحث عليك ووصفت له شكله وعرف انه اباه قال لها ما قال لك قات قال غير عتبة بابك قال لها هذا ابي وامرني ان اطلقك وطلقها
عتبة الباب هي الزوجة والبيت يحفظ بأخلاقها والشكوى لغير الله مذلة ومنقصة، عندما طلقها تزوج بواحدة احسن منها يقال انها كانت بنت سيد جرهم وسيد جرهم كان اسموه مضاد بن عمر والعجيب انها عاشت مع اسماعيل عليه السلام وكما تعرفون ان سيدنا اسماعيل لم يكن غني وزوجته ابنت سيد يعني اكيد كانت تعيش في العز ومع ذلك رضت بعيشة نبي الله اسماعيل.
وتكرر الموقف ورجع ابراهيم عليه السلام في زيارة وكان اسماعيل غائب وهي لا تعرف شكل ابراهيم سألها عن حالهم قالت والله بخير والحمد لله ونعيش احسن عيشة قال لها اخبري زوجك ثبت عتبة بابك وعند رجوعه حكت له وقالت انظر ماذا اخبرني قال الحمد لله ابي رضي عنك وهذه التي كان من نسلها النبي صلى الله عليه وسلم فالمرأة بركة الله عز وجل يكرمها فالدنيا والاخرة.
هذه المرأة ولدت لاسماعيل 12 ولد وكان من بينهم ابن اسمه قيدار وهذا اهم شخصية عندنا في اولاد نبي الله اسماعيل
قيدار كان من احفاده عدنان والنبي صلى الله عليه وسلم نقول النبي العدناني لان جده عدنان
يمكن ان منكم من يعرف اسماعيل وقيدار , بعدهم فجوة زمنية لانعرف اسماء اجداد اي نبي منهم ونصل لعدنان يعني بين قيدار وعدنان يوجد تقريبا خمس او ست اشخاص غير معروفين
فنسب النبي صلى الله عليه وسلم لغاية عدنان نعرفه لكن الذي لا نعرفه قبل عدنان
وعدنان هو الرقم 21 في نسب النبي اذا كان عبد الله هو واحد وكل هذا سيشرح لكم بالتفصيل عند وصولنا اليه
بعد هذا كانت الزيارة الرابعة وهذه اهم زيارة والتي فيها تبنى الكعبة وهذه نقطة الانطلاق بالنسبة لنا ، ذهب ابراهيم لاسماعيل وهذه المرة اختبار جديد وجميل ايضا وكان اسماعيل في هذا الوقت شاب بلغ مبلغ الرجال قيل انو عندما وصل ابراهيم وجده يعد نبله كان خارج في رحلة صيد لكن الحمد لله وصل عليه وتخيلوا انه لم يره منذ حادثة الذبح يعني مدة طويلة جدا قيل انو كان اللقاء بينهم حميم جدا يعني لقاء مليء بالمشاعر فقال بعدها نبي الله ابراهيم يا اسماعيل ان الله امرني بأمر تعينني قال اعينك حتى قبل ان يعرف الامر هذا حقيقة التسليم.
قال ان الله امرني ان ابني له بيتا ها هنا والاثنين يتعاونوا على بناء الكعبة واذ رفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وهنا وقع السؤال المشهور هل البيت هذا اول بناء له؟ يعني هل ابراهيم عليه السلام هو اول من بنى الكعبة
قيل انه وجد اقوال:
القول الأول ان إبراهيم هو اول من بنى البيت باعتبار انه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ما هو البيت الأول قال بيت الله الحرام قيل ثم اي قال بيت المقدس فقيل كم كان بينهما قال 40 سنة والذي بنى بيت المقدس الراجح انه يعقوب عليه السلام وقيل إبراهيم.
القول الثاني وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت يعني قيل انو كانت القواعد موجودة بمعنى أوضح ان البيت تهدم لسبب ما في زمن من الازمان والقواعد ظلت موجودة فهو رفع فوقها فقط.
وقيل ان قال ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم وهذه إشارة انه كان يعرف هذا مكان البيت قديما قبل لا يهدم و اذا كان هذا القول صحيح من بناه في الأول قيل انهم الملائكة وقيل ادم.
وعندما رفع البيت وضع حجر ووقف عليه فلان الحجر من تحت قدميه فانطبعت رجليه وهذا الذي هو مقام إبراهيم بجانب الكعبة وهذا يوصلنا لأمرين ان الله عز وجل اذا سرت في طريق اليه يسره عليك فيلين لك الحجر وان الله عز وجل كافأ هذا الحجر وصار هذا المقام الذي اثنين مليار مسلم يصلون وراءه وليس اليه وانما وراءه الى الكعبة وهذا جزاء من ساعد في الدعوة الى الله فالحجر كان عنده دور في إقامة الدين فكافأه.
اذا كان الله كافئ حجر فكيف بإنسان يعمل في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى فالشاهد يعني ان إبراهيم عليه السلام بنى البيت مع إسماعيل وطبعا هذه كانت مكافأة إسماعيل عليه السلام بعد صبره وتسليمه وبعد ما اكملوا البيت دعى الدعوة الشهيرة ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك , ونرجع لارتباط إبراهيم عليه السلام بالدعاء ادعية سيدنا إبراهيم المفروض انها تدرس وهي ادعية قوية جدا ربنا وبعث فيهم ( في العرب) ربنا وبعث فيهم رسولا منهم وهنا نلاحظ تجرد إبراهيم عليه السلام طبعا العرب لم يكن من بينهم رسل قريبة الذين كانوا من قبل مر عليهم زمن بعيد وهم هود وصالح.
ربنا وبعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم والآيات هذه تزين بالثناء على إبراهيم .
ومن يرغب عن ملة إبراهيم الا من سفه نفسه
ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لم الصالحين لماذا كل هذا , لإنه سلم اموره كلها لله .
اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين فكان الاستسلام هو السر ووصى بها إبراهيم بنيه إسماعيل واسحاق ويعقوب الذي هو الحفيد وحتى يعقوب نفسه وصى بنيه يا بني ان الله اصطفى لكم الدين وهذه الوصية التي كلنا المفروض نحفظها اهم حاجة واغلى حاجة هي ديننا .
ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون يعني أيضا مستسلمون برضى لله عز وجل ليس مجرد قول لا اله الا الله.
- سؤالي هو إبراهيم دعى بهذه الدعوة لكن متى اجيبت؟
اجيبت بعد الاف السنين وبعد هذه الدعوة كان اول رسول في العرب الذين دعا لهم إبراهيم هو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يعطينا رسالة هي ادعي وفوض امرك لله ولا تركز في وقت لان الإجابة حتى واذا تأخرت دعوة إبراهيم اخذت الاف السنين فمن الممكن الإجابة تأتي متأخرة ومن الممكن يدخرها الله لك يوم القيامة ما النبي صلى الله عليه وسلم ادخر دعوته ليوم القيامة ثق بالله حيث قال اني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني.
النبي عليه الصلاة والسلام قال انا دعوة ابي إبراهيم وبشارة اخي عيسى واذا ربطنا السيرة مع القران دليل البشرى في سورة الصف
الآية 6.
قوله تعالى :( واذا قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد فلما جاءهم بالبينات قالو هذا سحر مبين ) الآية 6.
كان هذا الجزء الأول من السيرة النبوية الشريفة , سيتم نشر الجزء الثاني قريبا على صفحتكم ألف حكاية وقصة